عدد المساهمات : 114 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 29 الموقع : http://roohalfn.zikforum.com/forum.htm
موضوع: سارقوا الظلال الخميس سبتمبر 09, 2010 4:29 pm
سارقوا الظلال
ذات مطرٍ .. لم أكن على موعد مع العبق الشتوي .. ولم أكن اتوقع أن يكون الليل في تلك الحلكة التي تخترقني قيداً يُثقل ظهري .. ولم تكن لي القدرة على استحضار ذاكرةٍ ما .. كي أعلم أن الجنون المعشّق بالأصمّ الصارخ يفضي إلى جنونٍ من نوع آخر على الضّفة الأخرى للخط الأخضر .. حتى تناوب على طمس الرّؤية بعصابة السابقين الأولين أكثر من يدٍ سداسية الإلحاد بالإنسانية .. حينها اقتادني الليل إلى دلوٍ عفنٍ في زاوية أكثر عفناً .. خلف معدن اللوحات القرمزية .. الذي كان ولا يزال شاهداً على عصرٍ يكفر بالشمس .. وكان ظلّي يتبعني قوياً في الباحات نحو الأقبية تارةً .. وتارةً ضبابياً داخل المربع الأسود .. ومنازل الأوكسجين المغلق على أرواحٍ شابَ زمانُها .. وما زالت مكانها لا تبرح الشموع البعيدة .. تصرخ من حولي وجانب ظلي أشباح الفناء تدوس الظلّ الذي أدخلني إلى عمق الزغاريد .. وبوابات الصباح .. دفاعاً عنه .. وتئنّ داخلي ليالي الزفاف الفيروزية .. في حالة استحمام دائم بالنفط .. وتجسيد مذهبية الدفاتر الحمراء .. حتى ينتهي الظل من غيبوبتي ويدخل بهم آخر النفق .. يتركني على حافة القهر أعد السنين الضوئية السريعة جدا مثل النهايات المفاجئة للمحطات .. كي لا أعلم من بعد علمٍ شيئا .. لأول مرة أتشبّث بظلي .. وأختزنه في قمقم الروح .. كنت دائماً حين أتمشى بين جدارين يتناوبان رسائلي .. أو بيتين من الشعر خجلين من المارد .. لا أنتبه إلى أنني أملك ظلاً .. جميلٌ جداً .. وصارخٌ جداً .. أن يكون لك ظلّ في الليل .. ويعود الظل إلى الزوايا الضيقة والقضبان العفنة .. ومعه حفنةٌ من ذكرى لا تغادر الزمان ولا يغادرها المكان .. أعانقه .. فيعتنقني على حائط الثواني التي تجلدني كلّ ظهيرة .. وتلدني كل ليلٍ .. ظلَّ يفارقني ظلي الكافر بهم .. ليعود ذات صمتٍ وبين أصابعه الحمراء ترقص سيرةٌ ذاتيةٌ أخرى لذاكرةٍ مرت من هناك .. وأنا ما زلت على قيد الموت .. حتى أَزِفَ الصمتُ بيننا .. وبدأ النشيد يستيقظ مثل سلحفاة .. وسكنت كل حروف العلّة .. أنا لن اصبح أيقونةً .. ثم أكثر من خريف ينتظر .. وأنا معه على رصيف الغياب .. وأفتقد ظلي كل رحلةٍ منه إليه .. لم يعد يأتي .. ولم يعد يعانق جريمتي .. إنهم يسرقون الظلال .. إنهم يسرقون الظلال .. __________________ كم أحسد الأطفال .. فلهم وحدهم حق الصراخ متى شاءوا ..!!