منتديات جمهورية قلبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات جمهورية قلبي

آغآني - صور-فيديو
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
آهلآ وسهـلآ بكم في بيتكم آلثآني --- حضوركم شرف لنـآ فآهلآ بكم
تم تصميم الموقع بوآسطـة برآء بشير للمرآجعة آلآدارة عبر الآيميل آلتآلي ، wade3-al7ob@hotmail.com

 

 الأكول ُ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الباشا العراقي
عضو مميز



عدد المساهمات : 114
تاريخ التسجيل : 04/09/2010
العمر : 29
الموقع : http://roohalfn.zikforum.com/forum.htm

الأكول ُ Empty
مُساهمةموضوع: الأكول ُ   الأكول ُ I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 09, 2010 5:19 pm




لستُ أنساه .. كان إذا ضحكَ اضحكْ وإذا تحدثَ أمتعْ وإذا دُعيَ إلى طعام ٍ أجاب .. كان يأكلُ من الأكل ساعاتٍ فلا يشبع ويصومُ لحظة ً فيجوعُ .. فويلٌ لمن حوله إذا جاع وويلٌ لمن حوله إذا شبع .
ما أسعد الصحن الذي يليه لحظاتٍ ويبقى نظيفا ً كهيئته حين خلق ولا يبقى ببطنه ولا بظهره حبة رز ٍ واحدة ً تـُثقل كاهله فقد مسح الصحن مسحا ً ولحسه لحسا ً ولم يُبْق ِ في الصحن أثرا ً يدل على أنّ طعاما ً كان فيه .
كان يشرب ولم يكن شربه بمعيار ويأكل ولم يكن أكله بمقدار .
لم يسم الله على زاد ٍ إلا وهو يمضغ آخر لقمة فقد صار لديه من الوقت فسحة للكلام , وليس يُبالي إذا ما جاءت التسمية في أول الطعام أو في آخره , إنما هي تسمية والسلام ينال بها الطعامُ البركة سواء ً كان الطعام في بطن الصحن أو في صحن البطن ,
وهو عالمٌ بالولائم والأعراس فهي أكثرُ ما تكون في رمضان وأكثر ما تكون في رمضان في العشر الأواخر منه فهي العشر السمان.
تسابق يدهُ عينيه إلى الطعام فلا يدري أيهما كانت إليه أسرع , وإذا حل َّ بأهل بيتٍ ضيفا ً فويلٌ لهم من جوع ذلك اليوم فإن كانوا قد أعدوا للأمر عُدَّته وإلا فسوف يضطرهم الأمر إلى اللجوء إلى الجيران وجيران الجيران لاستعارة الرغفان حتى يعم الجوع أهل تلك الدور ذلك اليوم كله .
كان إذا دُعيَ إلى حفل عشاء في عرس ٍ عام جُعل على الصحن وحيدا ً لا يشركه فيه أحد فالجالسُ معه محروم والآكلُ معه جوعان إذا أكل لم يكد يشبع .
كان بطنه ممرا ً للأكل ليس إلا فمن أين يأتي له الشبع , ولستُ أعني بالصحن ذلك الصحن الصغير الذي لا يكفي لأكثر من واحد أو اثنين إنما أعني ذلك الصحن الذي يشبعُ عشرَ رجال ٍ ثم يفيض عنهم ما يشبع عشرَ خراف .
لقد كان ضيفا ً على كل عرس مدعو ٌ دون دعوة حاضرٌ دون حضور عالمٌ بغير إعلان مأذونٌ له بالدخول بغير إذن محسوبٌ له عند الطهي ألفَ حساب , كان لا يمل من الطعام ولا يُبقي على الصحن شحما ً ولا لحما ً ولا حتى عظام .. وإنك لتلمح أحيانا ً في وسط الصحن عظما ً ضخما ً من عظام الركبة ثم لا تجد له وقد أتى على ما في الصحن كله من أثر . فيأخذك العجبُ العجاب ويعتريك ألفُ تساؤل ٍ دون جواب عن العظم أين ذهب وكيف غاب .
ليس بحاجة إلى قواطع تقطع وأضراس تطحن .
كان الناس إذا فرغوا من الطعام اعملوا أيديهم في نكش الأسنان لتنظيفها مما علق بها من بقايا الطعام أما هو ففي غنىً عن هذا كله فقد بلع الطعام بلعا ً , وهل كان لديه من الوقت كي يمضغ ويطحن .
من أجل هذا كانت أسنانه بيضاء ناصعة البياض كأنها لم تلمس طعاما ً قط ولم يلمسها طعامٌ قط .
يأكل ويأكل ولا يمل الأكل فكأنما خلق ليأكل .
..
..
الشاعر مصطفى سعيد ضاهر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأكول ُ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جمهورية قلبي  :: الحكايات والقصص-
انتقل الى: